وكالة نبض الشعب/بغداد /د.محمد وليد صالح
أكاديمي وكاتب عراقي
اصبح العراق منطقة تلاقي المحاور في بيئته الإقليمية بواسطة
نهجه لسياسة خارجية متوازنة إزاء القضايا المطروحة ومساراتها المختلفة، لأن الدول
تعد بيوت خشب في النظام العالمي الجديد ولابد من تأمينها من خطر الحرائق.
وان إعادة بناء الدولة من الداخل يشمل على مقومات سلطة
الدستور وتعددية سياسية ومجتمع واع مثقف مدني وعَلاقات دولية ومؤسسات إدارة أزمة،
ومقابلها تكون اللا دولة من عدم إعتراف الإنسان بالسلطة وغياب شرعيتها من طريق ضعف
تطبيق القانون وعدم الفصل بين المصلحة العامة والخاصة، والاقتصاد الريعي وقلة فرص
الاستثمار ومكافحة ظاهرة الفساد والبطالة مما ينبئ بتوترات اجتماعية صعبة.
تأتي النسخة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة 2022
المنعقد في المملكة الاردنية الهاشمية، الذي استضاف زعماء وقادة دول إقليمية
وصديقة ولاسيما الجمهورية الفرنسية وحضور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية
والدول الخمس دائمة العضوية ووزراء الخارجية والبعثات الدبلوماسية، لدعم العراق
حكومة وشعب وبحث التحديات والقضايا المشتركة وآفاقها المستقبلية، وتوحيد الجهود
الدولية لتنعكس ايجاباً على استقرار المنطقة وأمنها، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية
العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات وتعزيز الشراكات السياسية
والاقتصادية والأمنية، وتبني الحوار وترسيخ التفاهمات المتبادلة والتعاون الإيجابي
في عَلاقات العراق الخارجية، بهدف بناء مؤسسات الدولة وفقاً للآليات الدستورية.
وربطها بأهمية التعامل مع وسائل الإعلام وممارسة العلاقات
العامة الدولية الناجعة في إدارة هذه الإحداث، لما يمثله من دور في بناء الصورة
الايجابية لدى الجمهور عبر الرسائل الاتصالية لتوضيح الأثر الاقتصادي والسياسي للحدث
الأبرز، لتعزيز تعامل دول الأقليم مع التحديات على اساس التعاون والمصالح
المشتركة، وفق مبادىء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام
سيادتها الوطنية، وكذلك جهود العراق وتضحياته لتحقيق الانتصار في مكافحة الإرهاب
والفكر المتطرّف بمساعدة التحالف الدولي، ليؤشر ذلك تطور قدراته العسكرية والأمنية
بالشكل الذي يسهم في تكريس أمن المنطقة وتعزيزه، والتعامل مع ملف النازحين وضمان
عودتهم الطوعية إلى مناطقهم، فضلاً عن حضور جهود الاصلاح الحكومي لتشجع الاستثمار
واعادة الاعمار لخلق فرص العمل في مختلف القطاعات، والتغيير المناخي والاحتباس
الحراري واستثمار الغاز في إنتاج الطاقة البديلة، وتحديات الأمن الغذائيّ والأمن
الدوائيّ وأمن الطاقة لأنها تحديات تتخطى حدود الوطن فتحتاج لعلاقات إقليمية
ودولية لمواجهتها.
من أجل ستراتيجية للشراكة المثمرة تعمل على تصفير الأزمات
مع محيط العراق، ومد جسور الثقة والتواصل والتعاون والتكامل الشامل لتحقيق المصالح
المشتركة الكبرى، وكذلك تبني خطاب سياسي معتدل، عبر مؤسسات المعرفة المنتجة
والهوية الوطنية ومنهجية الإدارة والتحوّل من معايير السلطة إلى سلطة المعايير لأن
الدولة الناهضة والفعّالة تعشق بناء المستقبل واستدامته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق