وكالة نبض الشعب/ بغداد
بقلم مروة الخفاجي قيادية في حركة وعي الوطنية
سعة إشتملات الحياة، خلقت التخصص الذي يسيّر الوجود بإنسيابية قائمة على التكامل، تضافراً بين ميادين العمل التي لا غنى لأحدها عن الآخر؛ لذلك فالفرد خارج نطاق شغله، "يذبها براس عالم" كي يخرج منها سالماً.. مستفيداً من الحديث النبوي الشريف: "إستعينوا على كل مهنة بصالح أهلها".
لكن المشكلة، هي أن السياسة.. على مر الدهور التي تكاثفت في عراق 2003 لا صالح فيها، إنما هي سوء مطلق، وكما قال الشاعر الأمريكي وليم فوكنر، عندما قرأ على شاهدة قبر "هنا يرقد السياسي الصالح..." قال:
- تلك جملة هجينة؛ فلا صالح مع ساسة الصدفة وهم اعترفوا بفشلهم وما زالوا متشبثين بالفشل والمناصب .. على الإنسان أن يختار إحداهما.. أما صالح أو سياسي!
وإختار الإمام علي.. عليه السلام، الصلاح، بحكمته المتداولة: "لو لا التقوى لكنت أدهى العرب".
المتحكمين في العراق 2003 جمعتهم أمريكا من شوارع لندن وأرصفة سوريا و... أحدهم يعمل حمالاً في سوق الشورجة بالمحمرة يشغل منصب وكيل وزارة.. حالياً.. ونال إمتيازاً عن مناقشة الدكتوراه في جامعة بغداد خلال نصف ساعة؛ لأنه غصن في شجرة مباركة (!؟) أصلها فاسد وأوراقها تزهر في منظومة "الأحوط وجوباً".
هؤلاء يمررون مصالحهم الشخصية بتعاليم دينية يحرِّفونها وقوانين رسمية يشرِّعونها وأعراف إجتماعية يقرِّونها؛ لأن الأمر بيدهم.. منهم وإليهم.. فيهم الخصام وهم الخصم والحكم!
ولإقصاء الممثلين الحقيين لإرادة الشعب، وحصر مجلس النواب بالمنتمي للكتل الحيتانية الطاغية الجسامة، ذات جرم جثمان مهول، ساروا بإتجاه قانون"سانت ليغو" الذي يستبعد الأفراد اللا منتمون إلا للإيمان بالله والولاء للوطن وخدمة الشعب.. يستبعدونهم كي لا يعارضوا توجيهات رأس الكتلة ومفكرها الكامن في المدى غير المنظور.. من خارج قبة مجلس النواب يحرك الدمى الجالسة تحت القبة ظاهرياً؛ مكتفين بالثراء وتاركين القرار له.. ينفذون ما يوجههم إليه.. أمراً وليس فضلاً.. يستزلمهم ويقبلون؛ لأنه أكسبهم مالاً ما كانوا ليحصلوا على واحد بالمليار منه ولو باعوا مسبحات الكون كلها في صحن ضريح السيدة زينب.. عليها السلام!
كتل كبيرة تتوافق على الفحشاء والمنكر، تتفرد بمجلس النواب من دون ان يصل إليه أحد بإرادة ناخبين حقيقيين، إنما التزوير وقطع الطرق على الناخبين بقوة السلاح لملء الصناديق بالأسماء التي يريدونها فيتشكل مجلس نواب مكتمل النصاب بما يوافق فسادهم على الأحوط وجوباً؛ كي لا يصدع رؤوسهم شخص جاد يسعى لتحقيق مكاسب وطنية تعارض فسادهم فيتصدى لهم ويكشف ما يهملون.
إنهم يستغلون نوم الشعب لإيقاظ رغبات جامحة تتهافت على طموحات الحيتان في ليلة برلمانية مرتبكة تحاول العودة الى سانت ليغو.. ولو علم ليغو أن قانونه سيكون مبرراً لاحباط أعظم شعب في التاريخ لمزق قانونه وأعتذر؛ لأن الأحزاب واسعة الإنتشار.. طاشه.. مثل آرتيستات الملاهي.. بل الملاهي أشرف مما يأفكون، كما يقول مظفر النواب: "حظيرة خنزير أطهر من أطهركم".
فتطبيق قانون سانت ليغو في الإنتخابات العراقية المقبلة، يعني هيمنة الاحزاب الكبيرة، ومنع اي مستقل او حركة جديدة من الدخول لتغيرهم!
ونظام سانت ليغو (بحسب ويكيبيديا) طريقة إبتكرت عام 1910، لتقليل العيوب الناتجة عن عدم التماثل بين عدد الأصوات المعبر عنها وعدد المقاعد المتحصل عليها، هذا العيب تستفيد منه الأحزاب الكبيرة على حساب الأحزاب الصغيرة.
وأشارت "ويكيبيديا" في آخر تحديث لمعلوماتها: "إقرار سانت ليغو في العراق مؤخراً رغبة سياسية تقوّض فرص القوائم الفردية وتصعِّب فوزها الذي يتطلب الحصول على 25 ألف صوت فأكثر".
جرح العراق كبير، وكلما شاء القدر أن يلتئم "مبسمراً" صبوا تيزاباً عليه وذروه ملحاً؛ فيشيط الى بارئه، يشكو ظلم الفاسدين المتجبرين لأبناء شعب العراق، كما قال عبد الرزاق عبد الواحد في قصيدة صبر أيوب: "صبر العراق صبور أنت يا جمل!.. وصبر كل العراقيين يا جمل.. صبر العراق وفي جنبيه مخرزه.. يغوص حتى شغاف القلب ينسمل".
#معارضون
0 التعليقات:
إرسال تعليق