وكالة نبض الشعب/ كركوك بقلم زاهدة العسافي
تعود الى مخيلتي خيوط حقبة من الزمن كانت الارض تشّد رحاها لتطحن كل فكر طائفي سمج يحاول أن يشق نسيج العنكبوت بين شباب العراق وشاباته الرائعين والرائعات من الكسبة وطلبة العلم في جامعاتنا الذين رسموا أجمل لوحة" نريد وطن" امتزجت مشاعرهم النبيلة الفتية التي مازحت الشمس في علاها واختطفت من الليل القمر كانت روحي تحوم حولهم في ثورة وطنية عراقية خالصة بثوب جديد .. بلون لم تشهدها شارع الرشيد قبلاً وشوارع اخرى كانت هتفت ضد الاجنبي الغاصب أو ضد حلف بغداد وغيرها ..
ساحة التحرير جمعت كل القلوب التي كانت النوارس الذي لا تقف فوق الاشجار أو تقترب من دجلة لترتشف قطرات من زلال مائها .. انها قلوب تشابكت مثل تلك الخيوط الخضراء داخل غابة يصعب فكهّا والمرور من خلالها الاّ بالقفز لتجاوز المكان والزمان ..
تحولت الجدران الى لوحات فنية كانت ترسم داخل النفس حب بغداد ، وترسم اللقاء في مضايف العراق حيث تأتي كل صباح قوافل من ذي وواسط والبصرة ومناطق اخرى تجتمع الافئدة والعيون وتنطلق الحناجر بعشق لا يعلمه الاّ من لمس تراب العراق واشتم رائحة الجوري ومشي بين حقول الحنطة وشرب من ماء دجلة وشمَّ مع الفجر رائحة الخبز عراقيةً بطعم حطب التنور ..
كانت المشاعر خالصة لزمن العراق وساعاته وكانت التضحية تبزغ من جديد بقوافل الشهداء التي امتدت اليها يد الغدر قاتمة جارحة سوداء وذهبوا شهداء لكنهم تركوا عيونهم عند زملاؤهم يصنعون منها النجوم ويرسمون لوحات على جدران الشوارع في ساحة التحرير ..
كيف تكون قوافل الشباب في هيئتها وهي تمد المدينة المدورة وتمدّ ابو جعفر المنصور ان بغداد لا زالت تنتصر في عطاء اهلها بثورة جديدة مباركة فتية تشعل حدود الرصاص بالمحبة والولاء الخالص مثل ذلك الشهد الذي يصنع من الورد ويكون شفاء ولذة للشاربين
انتم يارايات تشرين وثوار المحبة لارض الرافدين ونخيلها الدائمة الخضرة اعلامنا وهويتنا وتاريخنا الذي نفخر بها كل زمن مضى وآخر يأتي…
0 التعليقات:
إرسال تعليق